recent
أخبار ساخنة

التهاب عضلة القلب بعد لقاحات كوفيد-19: لماذا حدّثت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية التحذير في 2025؟ وهل الخطر فعلاً كبير؟

JAD
التهاب عضلة القلب بعد لقاحات كوفيد-19: بين الندرة والقلق

التهاب عضلة القلب بعد لقاحات كوفيد-19: بين الندرة والقلق

منذ بدء حملات التطعيم ضد كوفيد-19 ظهرت تقارير عن حالات نادرة من التهاب عضلة القلب (Myocarditis) والتهاب غشاء القلب (Pericarditis) بعد تلقي لقاحات mRNA مثل فايزر وموديرنا، خصوصاً عند الشباب الذكور. في عام 2025 قامت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بتحديث التحذير على ملصقات هذه اللقاحات، مما أثار من جديد الجدل حول سلامتها وخاصة لدى الفئات الصغيرة عمراً.

ما هو التهاب عضلة القلب؟

التهاب عضلة القلب هو التهاب في نسيج القلب نفسه، يمكن أن يتسبب في:

  • ألم في الصدر.
  • خفقان أو عدم انتظام ضربات القلب.
  • ضيق في التنفس.
  • في حالات نادرة، قصور حاد في القلب.

الأسباب متعددة تشمل الفيروسات (ومنها فيروس كورونا نفسه)، أمراض المناعة الذاتية، وبعض الأدوية أو اللقاحات.

ماذا تقول الجهات الصحية الكبرى؟

البيانات من مراكز مراقبة اللقاحات أظهرت أن:

  • الحالات نادرة جداً مقارنة بعدد الجرعات المعطاة.
  • تظهر غالباً خلال أيام قليلة بعد الجرعة الثانية أو المعزِّزة، خاصة في الذكور بين 12–24 سنة.
  • معظم الحالات كانت خفيفة إلى متوسطة، واستجابت للعلاج الداعم والراحة مع تحسن الأعراض خلال أسابيع.

تقارير المتابعة المتوسطة والطويلة الأمد أظهرت أن أغلب المرضى الذين أصيبوا بالتهاب عضلة القلب بعد اللقاح كانت نتائجهم القلبية جيدة، دون وفيات قلبية مرتبطة بشكل مباشر بحالات نموذجيّة في هذه الفئة.

ما الجديد في تحذير FDA لعام 2025؟

حدث التحديث لأن البيانات الحديثة أوضحت بوضوح أن:

  • خطر التهاب عضلة القلب مرتبط باللقاحات موجود لكنه يتركز في فئة عمرية محددة (ذكور شباب).
  • يُقَدَّر معدل الحدوث ببضع حالات لكل مليون جرعة في معظم الفئات، أعلى قليلاً في الفئة العمرية 12–24 سنة.
  • تهدف التعديلات في النشرة إلى تنبيه الأطباء والمرضى لمراقبة الأعراض المبكرة واتخاذ القرار بالتطعيم بناءً على موازنة المخاطر والفوائد لكل شخص.

كيف يقارن هذا الخطر بخطر كوفيد-19 نفسه؟

الدراسات التي قارنت بين:

  • خطر التهاب عضلة القلب بعد اللقاح،
  • وخطره بعد الإصابة بكوفيد-19،

أظهرت أن الإصابة بكوفيد-19 يمكن أن تسبب التهاب عضلة القلب بنسبة أعلى من اللقاح في كثير من الفئات، فضلاً عن مخاطر أخرى مثل الجلطات، الفشل الرئوي، والمضاعفات طويلة الأمد. لذلك ما زالت معظم الهيئات المتخصصة ترى أن فوائد التطعيم تفوق مخاطره على مستوى الصحة العامة.

لماذا يعتبر الموضوع مثيراً للجدل؟

هناك عدة أسباب:

  1. التركيز الإعلامي: حالات قليلة لكنها تتلقى تغطية كبيرة، مما يعطي انطباعاً بأن المشكلة أوسع مما هي عليه.
  2. التغير في السياسات: عندما تُعدل الجهات الرسمية النشرات أو التوصيات، يفسر البعض ذلك كاعتراف بخطر كان مخفياً.
  3. القلق على الأطفال والشباب: أي خطر ولو نادر في هذه الفئة يثير حساسية عالية لدى الأهالي.

متى يجب القلق والمراجعة الطبية؟

بعد تلقي اللقاح، يجب طلب العناية الطبية فوراً إذا ظهرت:

  • ألم صدر جديد أو غير معتاد.
  • ضيق نفس لا يُفسَّر بمجهود بسيط.
  • خفقان شديد أو شعور بأن القلب «يضرب بقوة» أو «يقفز».
  • إغماء أو شعور بقرب فقدان الوعي.

عادةً يتم عمل تخطيط قلب (ECG)، قياس إنزيمات القلب، وربما تصوير القلب بالألتراساوند لتقييم الحالة.

كيف يمكن للطبيب والوالدين اتخاذ قرار مدروس؟

  • مناقشة الحالة الصحية الفردية للطفل أو الشاب (وجود أمراض قلبية سابقة مثلاً).
  • تقدير خطر الإصابة بكوفيد-19 ومضاعفاته في المجتمع أو البلد الذي يعيش فيه الشخص.
  • مراجعة آخر توصيات الهيئات الوطنية ومنظمة الصحة العالمية.
  • موازنة الوقت بين الجرعات، واختيار نوع اللقاح وفقاً للتوصيات المعتمدة.

خلاصة

التهاب عضلة القلب بعد لقاحات كوفيد-19 حالة نادرة لكنها حقيقية، خاصة في فئة الشباب الذكور. التحديثات الأخيرة في التحذيرات تهدف إلى زيادة الشفافية وتحسين المراقبة، لا إلى نفي فوائد اللقاح أو إلغائه. الأهم هو اتخاذ قرار واعٍ، مبني على الأرقام العلمية، مع معرفة أن كوفيد-19 نفسه يمكن أن يسبب مشكلات قلبية أخطر في كثير من الحالات.

مراجع مقترحة للقراءة

ارسل هذه الصفحة
التهاب عضلة القلب بعد لقاحات كوفيد-19: لماذا حدّثت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية التحذير في 2025؟ وهل الخطر فعلاً كبير؟
JAD

تعليقات

ليست هناك تعليقات

    google-playkhamsatmostaqltradent