recent
أخبار ساخنة

التهاب العصب الرسغي.. الجميع معرض للإصابة به

JAD
الصفحة الرئيسية
مستخدمي الحاسوب بكثرة هم أكثر الفئات  عرضة للإصابة بالالتهاب  أرشيف
مستخدمي الحاسوب بكثرة هم أكثر الفئات عرضة للإصابة بالالتهاب (أرشيف)
السبت, 12 يونيو, 2010, 18:27 جرينتش

غزة - آمنة غنام

تتنوع تلك الآفات التي تضرب الأعصاب بكل قوة، فيمتد تدميرها لأماكن بعيدة عن مكان الإصابة، فما بالك بتعرض تلك الشعيرات العصبية البسيطة إلى ضغط كبير، وإجهاد متواصل، فبكل تأكيد لن تجد نتائج إيجابية على الإطلاق.

ومن بين تلك الإصابات العديدة التي قد تمس الأعصاب والعضلات, "التهاب العصب الرسغي" والذي قد يقع الجميع تحت خطورته، خاصة المسنين نظراً لهشاشة عظامهم وغيرهم من الفئات الأخرى، وللتعرف أكثر على أسباب ومضاعفات هذا المرض أعدت صحيفة "فلسطين" التقرير التالي:

مرض التهاب العصب الرسغي قد يكون خطراً على الجميع خاصة مستخدمي الحاسوب بكثرة، والمسنين نظراً لهشاشة عظامهم


إرهاق وإجهاد
التقت فلسطين بمؤيد سليم ( 30 عاماً ) والذي يعمل مهندس حاسوب وبرمجيات, كان يعتقد أن الخدر الذي يشعر به في أصابعه، ما هو إلا نتيجة الإرهاق المستمر والإجهاد الكبير نتيجة ضغط العمل، ولكن عندما بدأ يتحول ذلك الخدر إلى ألم شديد، وصعوبة في تحريك مفصل اليد قرر سليم استشارة طبيب متخصص عله يعرف العلة التي أصابت يده.

وبعد عرض نفسه على الطبيب ،شُخصت حالته أنه مصاب بمرض التهاب العصب الرسغي والذي نتج عن استخدام الحاسوب لفترات طويلة مما أدى إلى ضغط كبير على العصب المغذي لأصابع يده.

من حسن حظ سليم أن حالته لم تكن متقدمة بدرجة كبيرة وبالتالي فهو ليس بحاجة لعمليات جراحية أو دواء، بل كان الأهم أن يقلص الساعات التي يجلسها أمام ساعات الحاسوب إلى جانب وضع جبيرة حول المفصل لتوفير الراحة قدر الإمكان لمفصله.

أما السيدة هناء الحوت (36 عاماً ) فعانت سابقاً من هذا المرض، إلا أن السبب الرئيسي يختلف عن سليم، فكانت تعاني من التهاب عصبها الرسغي بسبب حملها، حيث كانت تعاني من آلام في رسغ يدها اليمنى.

وعندما اشتدت آلامها وازداد قلقها مع هذا الألم، طمأنها الطبيب بقوله: "لا تقلقي الألم الذي تعاني منه بسبب الحمل، وسوف يزول بعد ولادتك"، ولكن حالتها لم تتحسن الأمر الذي استدعى حقنها بالكورتيزون وبعقاقير أخرى لتخفيف الالتهاب.

أبو عاصم والذي يعاني من مرض السكر منذ ما يزيد على 15 سنة، بدأ يشتكي من ألم في رسغ يديه بنسب متفاوتة منذ ما يقارب ثلاث سنوات، وخاصة عند استيقاظه من نومه فكان يعاني من ألم شديد يعجز بسببه عن الضغط على أي شيء أو حمل غرض ثقيل.

وكانت حالته تزداد سوءاً يوماً تلو الآخر، فكان أصدقاؤه ينصحونه بوضع كمادات المياه الدافئة، وتدليك يديه لعل هذا الألم يتركه، ولكن دون جدوى, فمع تدليك يديه كان يزداد ألمه أكثر، ويزداد الخدر في أطراف أصابعه حتى وصل حداً لم يتمكن من تحمله.

وبعد ذهاب وإياب بين الأطباء أجمعوا على أنه يعاني من التهاب العصب الرسغي في مرحلة متأخرة بسبب إصابته بمرض السكري، الأمر الذي كان من الصعب علاجه بالعقاقير والأربطة فكان لا بد من إجراء عملية جراحية للتخلص من آلامه ولإعادة الرسغ لوضعه الطبيعي.

مازال أبو عاصم يذكر تعنيف الطبيب له بسبب إهماله لنفسه ، فيقول لصحيفة "فلسطين": "عندما ذهبت للطبيب قال لي هل أنت مجنون لتصبر على هذا الألم كل تلك المدة، وها أنت جنيت على نفسك فحالة رسغك متأخرة ومن الصعب علاجها بالأدوية, فالعملية الجراحية هي الحل المتاح كي نعالج الخلل في يدك"، مشيراً إلى أنه بعد إجراء العملية شعر بتحسن كبير في رسغه فلم يعد يشعر بالألم.

أمراض مضاعفة
وكان لا بد من التعرف أكثر على الأسباب المؤدية لهذه العلة والتي تجعل الجميع منا معرضاً للاستهداف، فأوضح استشاري العظام في المستشفى الأوروبي د. اتحاد شكري شبير في حديثه لـ "فلسطين" أن الأسباب الرئيسية لالتهاب العصب الرسغي يتلخص في الضغط على عصب اليد في قناة الرسغ إلى جانب إصابة الرسغ بالروماتيزم أو كسور أو التهاب مفاصل أو خلل في الغدة الدرقية إلى جانب وصول المرأة لسن اليأس, حيث تعاني من قلة ليونة المفاصل.

الأسباب الرئيسية لالتهاب العصب الرسغي يتلخص في الضغط على عصب اليد في قناة الرسغ إلى جانب إصابة الرسغ بالروماتيزم أو كسور أو التهاب مفاصل أو خلل في الغدة الدرقية د. شكري


وتابع شبير قائلاً :" هذه الأسباب كفيلة بإصابة الإنسان بهذا المرض، إلا أن مرضى السكر و الحوامل هم الأكثر عرضة لهذا المرض"، لافتاً إلى أن الأعراض الأكثر شيوعاً هي شعور المصاب بخدر في كفيه خاصة عند الاستيقاظ من النوم إلى جانب ضعف في عضلة اليد مما يضعف التنسيق بين حركات اليد لدى الإنسان.

وأضاف :" إلى جانب الخدر توجد أعراض أقل شيوعاً وهي تورم في باطن اليد والأصابع وامتداد الألم من الكف والرسغ إلى أعلى الذراع، لتتضاعف الحالة فيصبح المصاب يشعر بأن يده خالية من الحياة".

وفيما يتعلق بعلاج التهاب المفصل الرسغي, أوضح شبير أن الأساس هو إزالة السبب المسبب، كالتقليل من استخدام أجهزة الحاسوب، أو الأعمال التي تضغط على الرسغ وأعصابه بصورة كبيرة إلى جانب وضع ضمادة أو جبيرة لشد الرسغ واليد, الأمر الذي يوفر الراحة بشكل أكبر للعصب.

علاج بديل
كما لفت إلى أن هذا العلاج لا يؤتي ثماره مع جميع الحالات، فعلى سبيل المثال فالحامل تزداد لديها حدة الألم والخدر، نظراً لما يرافق الحمل من تورم وترسب للسوائل في الجسم مما يسبب ازدياد انضغاط العصب ، وتغيير الهرمونات المرافق للحمل، وبالتالي يتم اللجوء لحقن الكورتيزون، إلى جانب الخضوع لكورس قصير ومكثف من العلاج بعقاقير الكورتيزون، التي تعمل على وقف الألم لمدة تتراوح ما بين الستة أشهر والسنة.

ونوه إلى أنه يجب الابتعاد عن الفولترين والبروفين, حيث إنها ممنوعة في الأشهر الأخيرة من الحمل ، مؤكداً أن علاج الكورتيزون هو الأكثر فاعلية، إلا في حالة عدم وجود أي استجابة للعلاج الأمر الذي يتوجب إجراء عملية جراحية.

وانتقالاً للحديث عن العلاج الجراحي, قال شبير: "إن لم يستجب المصاب لأي من العلاجات السابقة ، فيتم إجراء عملية بسيطة في الرسغ لفك الضغط عن العصب المتوسط ووضع أربطة أخرى حتى لا تعود الإصابة مرة أخرى للعصب، حيث إن إهمال الألم يؤدي إلى تأثر العصب وضعف عضلات أصبع الإبهام"، مشيراً أن الألم يتلاشى بعد العملية الجراحية بنسبة 97%.

من جهة أخرى وجه شبير بعض النصائح تتلخص في ضرورة إراحة العصب واليد بعد القيام بالأعمال المتكررة والمجهدة لأعصاب اليد، إلى جانب حمل الأشياء الثقيلة بالطريقة الصحيحة، وتجنب النوم أو الجلوس في الوضعية ذاتها لفترات طويلة، بالإضافة إلى الانتباه لوضع العمود الفقري لمنع إيجاد أي مضاعفات أخرى بخلاف التهاب العصب الرسغي.



ارسل هذه الصفحة
التهاب العصب الرسغي.. الجميع معرض للإصابة به
JAD

تعليقات

ليست هناك تعليقات

    google-playkhamsatmostaqltradent