د. ابراهيم خليل بظاظو
رئيس قسمي الإدارة السياحية والتسويق

يعد قطاع خدمات السياحة العلاجية رافدا مهما من روافد الاقتصاد الوطني للأردن بما يقدمه للمرضى الوافدين من خدمات طبية متميزة واعتدال الأجور علاوة على توفر المرافق السياحية المساندة والمرافقة لتقديم تلك الخدمات مما ساعد على الاستثمار في مجال الطب العلاجي.
لا تكمن أهمية مياه البحر الميت في نسبة الأملاح الكبيرة فيها (7 أضعاف مياه البحر المتوسط) بقدر ما تكمن في نوعية هذه الأملاح، وبسبب تركيز الأملاح، إضافة إلى غنى الهواء بالبرومين، تكون أملاح البحر الميت أغنى بكثير من أملاح البحار الأخرى، مثل المغنيسيوم (4 أضعاف)، البوتاسيوم (20 ضعفا ) ، الكالسيوم (40 ضعفاً ) .
والمعروف أن هذه العناصر المعدنية ممتازة لصحة الجلد والغشاء المخاطي، وللاستفادة من خصائص أملاح البحر الميت لجأ كثير من شركات تصنيع الأدوية ومستحضرات التجميل إلى استخدامها في منتجاتها ؛ حيث يكثر استخدامها لعلاج وتهدئة، تهيج الغشاء المخاطي للأنف نتيجة الإصابة بالالتهابات المختلفة أو نتيجة الحساسية. ومن جهة ثانية يكثر استخدام أملاح البحر الميت بشكلها الطبيعي لإراحة العضلات والمفاصل.
تعتبر السياحة العلاجية في الأردن حديثة العهد وهناك نقص في الدراسات في هذا المجال إلا انه هناك بعض الدراسات لها علاقة بموضوع القادمين للعلاج، فمن هذه الدراسات دراسة أجريت على مدى رضا المرضى العرب عن المعالجة في الأردن حيث تبين إن 54% من العينة (161) مريض اختاروا الأردن بسبب معرفتهم بكفاءة الأطباء وتوفر التجهيزات الحديثة وكذلك بينت الدراسات رغبة العديد منهم بالعودة مستقبلاً إلى الأردن.
وهناك دراسة قام بها فريق التنافسية التابع لوزارة التخطيط في الأردن بعنوان السياحة الطبية (الدراسة العنقودية 2006) وبين بها عدد المستشفيات في الأردن حيث بلغت 95 مستشفى منها 56 في القطاع الخاص و 39 في القطاع العام وهذه المستشفيات تقدم خدمات طبية في جميع المجالات وخاصة في خدمات القلب والعيون والسرطان ولها خطوط اتصال مباشرة مع مستشفيات عالمية Mayo clinic .
وبينت الدراسة أنه كانت بداية قدوم العرب إلى الأردن خلال عام 1970 وبينت أن القطاع الصحي الخاص يشكل ما نسبته 34% من عدد الأسرة البالغ 9.089 في حين وزارة الصحة تشكل 38% من الخدمات الطبية . 20% الجامعات أقل 8% وبينت أن معدل الأشغال في المستشفيات الخاصة يزداد لدى المستشفيات التي يوجد بها عدة تخصصات وتشكل 23% من المستشفيات الخاصة وفيها تخصصات متميزة.
وفي دراسة investment Task force 2009 بينت أن العمليات الجراحية في الأردن تكلفتها اقل بنسبة 30-50% من العمليات الجراحية في لبنان و أن عدد الجراحين للقلب المفتوح في الأردن أكثر من لبنان و لهذا فإن العمليات الجراحية ارخص من الدول المجاورة.
أما دراسة Anderson study 2001 عن قطاع الخدمات الطبية في الأردن بينت أن المريض العربي ينفق بمعدل 5.500 دولار في الأردن وبينت أن المرضى العرب يكون لديهم مرافق أو اثنين .
 وكذلك بينت الدراسة أن 15% من المرضى العرب يشكلون إدخالات المستشفيات الخاصة من العدد الكلي وان المرضى العرب يشكلون 23% من إجمالي المرضى الذين يعالجون في المستشفيات التخصصية ، كما أن المرضى العرب الذين يعالجون خارج المستشفيات يشكلون 35% من إجمالي المرضى، كما أن المستشفيات المرغوبة لدى المرضى العرب هي المستشفيات الكبيرة يليها المتوسطة الحجم.
وبينت أيضا بان أربعة مستشفيات في الأردن تجذب المرضى العرب القادمين لطلب الخدمة العلاجية حيث شكلت حوالي61%من إجمالي عدد المرضى الذين ادخلوا مستشفيات الأردن عام 2000 وبينت الدراسة بأن معظم المرضى العرب يأتون من اليمن والسودان وليبيا والخليج العربي.وفي دراسة لمنظمة الصحة العالمية عام 2001 بينت بأن معدل عدد الأطباء بالنسبة للسكان في الأردن أعلى منه من السودان وليبيا واليمن.
وتشير العديد من الإحصاءات أن الدخل السياحي تجاوز 847 مليون دينار خلال النصف الأول من العام الماضي منها 74 مليون دينار من عوائد السياحة العلاجية ما يبرز أهمية السياحة العلاجية وما يتمتع به الأردن من سمعة طيبة في مجال الخدمات الطبية.وأجمع عاملون في القطاع السياحي على أن منطقة البحر الميت التي تحتوي على 2000 غرفة فندقية تعتبر القبلة المفضلة لدى السياح، مرجعين ذلك إلى خصائص هذه البقعة التي تمتاز بندرة مكوناتها الطبيعية على مستوى العالم.
وأشارت إحصائيات رسمية إلى أن معدل الإنفاق اليومي للسائح بهدف العلاج يصل 83 دينارا، وهو المعدل الأعلى بين مختلف أصناف السياحة، في حين يبلغ المعدل العام لإنفاق سياح المبيت (غير شامل النقل الدولي) 33 دينارا تلاها الإنفاق على السياحة الدينية، ثم سياحة رجال الأعمال.
وتعد السياحة العلاجية نشيطة معظم أشهر السنة، لا سيما خلال الفترة آذار وحتى تشرين الثاني ، بهدف الاستفادة من أشعة الشمس.
لذلك يجب إيلاء السياحة العلاجية مزيد من الإهتمام من خلال العمل على تنفيذ إستراتيجية واضحة تستهدف توسيع دائرة استقطاب المرضى لتشمل جنسيات أخرى حيث تركزت معظم حالات المرضى العرب القادمين للعلاج في الأردن على الدول التي تعاني من تراجع في نظامها الصحي .
وإجراء دراسات تقيمية مستقبلية أكثر شمولية للمرضى القادمين.والعمل على دعم مديرية السياحة الطبية العلاجية وزيادة الكادر الفني والإداري والعمل على تدريبهم في مجال العلاقات العامة والترويج السياحي واستحداث سجلات خاصة متكاملة من خلال استبيان للمرضى القادمين والمغادرين.
والمطلوب من هيئة تنشيط السياحة العمل على زيادة الترويج للسياحة الطبية العلاجية بشكل خاص عبر الوسائل المرئية وغير المرئية وزيادة التنسيق بين الجهات الحكومية والخاصة في محاولة استقطاب الأردن عربياً وإقليميا كمركز طبي متقدم وكذلك للحد من الآثار المتوقعة للمراكز المنافسة في المنطقة .والعمل على تفعيل دور الملكية في ترويج السياحة العلاجية والعمل على دراسة أسباب انخفاض المرضى القادمين من خلالها .
ومن الأمور الهامة أيضاً زيادة التبادل العلمي من خلال الزيارات الميدانية والدورات التدريبية للأطباء العرب مع الكوادر الطبية في الأردن من القطاع الخاص والحكومي مما يدعم ترويج السياحة العلاجية .
والعمل على المزيد من بروتوكولات التعاون الصحي بين وزارة الصحة في المملكة الأردنية الهاشمية وبين وزارة الصحة في الدول العربية أو تفعيل الموجود منها، إضافة إلى تفعيل الدور الرقابي و الإشرافي والمتابعة والتنظيم ووضع التعليمات التنظيمية لرعاية المرضى القادمين وخدمتهم وتسهيل عملية وصولهم واستقبالهم ومتابعة علاجهم .

E-mail: Ibazazo@meu .edu .jo

الأربعاء 2014-01-22