recent
أخبار ساخنة

واقع فيتامين د عند الاطفال في الاردن

JAD
الصفحة الرئيسية

طب العرب .... فريق العمل




 مستشفى الجامعة الأردنية

واقع فيتامين د عند الاطفال في الاردن
 ان فيتامين د هو أحد الفيتامينات التي توصف بأنها قابلة للذوبان في الدهنيات، وهو من أهم هذه العناصر الغذائية خاصة للأطفال في مرحلة النمو، ومع أن أهمية هذا العنصر قد تركزت في نمو العظام عند الأطفال في السابق، إلا أن الدراسات الحديثة قد أبرزت دور فيتامين د في العديد من الوظائف ذات العلاقة بجهاز المناعة وحدوث السرطان وأمراض الحساسية بما فيها الربو، والسكري عند الأطفال.

وبما أن وجود الكميات الكافية في الجسم من هذا الفيتامين تلعب دوراً هاماً في الحفاظ على الصحة على المدى القصير وأيضاً على المدى البعيد وجب الإنتباه الى عدم حدوث نقص في فيتامين د لتجنب المضاعفات الناتجة عن ذلك النقص، ولقد بينت الدراسات أن نقص فيتامين د من الامور التي برزت عالمياً وذلك لتغيير نمط الحياه التي تعتمد على البقاء في المنازل لمدة طويلة.

ومع أن فيتامين د مصنف مع بقية هذه العناصر التي تشمل أيضاً فيتامين (أ، ب، ج، ك) وغيرها إلا أنه يختلف عنها حيث ان هذا الفيتامين يستطيع جسم الانسان أن يعمل على تركيبه في الجسم وهو ليس مثل الفيتامينات الاخرى بدون الإعتماد على مصادر خارجية وذلك بواسطة التعرض لأشعة الشمس المباشرة لوقت كافي، حيث أن هنالك عناصر كيماوية في جلد الإنسان التي يمكن تحويلها الى فيتامين د بعد التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية، ومن الملاحظ أن مدة لا تتعدى 15 دقيقة يومياً تؤدي الى الإكتفاء من فيتامين د ولكن لا يجب أن يكون التعرض من خلف الزجاج او بعد وضع الكريمات الواقية على الجلد.

يحصل الإنسان على فيتامين د بواسطة إحدى هذه السبل :

أولاً: أكل مواد غذائية غنية بهذا الفيتامين مثل السمك او الفطر  إلا أن هذه المأكولات ليست منتشرة في جميع أنحاء العالم ويعمل العديد من البلدان على تعزيز المواد الغذائية مثل الدهنيات والحليب ومشتقاته وحتى الطحين بهذه المادة حتى لا يحصل نقص عند العامة من الناس.

ثانياً : التعرض لأشعة الشمس المباشرة مما يؤدي الى تغير لمكونات الجلد من  7 Dehydrocholesterol  الى Cholecalciferol أي فيتامين D3 ( د3 ) والذي يمكن الحصول عليه بواسطة أكل السمك، ومن الملاحظ أن التعرض المستمر لأشعة الشمس لا يؤدي الى تسميم من جراء فيتامين د.

اما عن المصادر الأخرى فهناك n D2 Ergocalciferol   وهو مثل السمك والفطر المستحضر من المواد النباتيه، ومن الملاحظ أن تعزيز الأغذية أياً كان بواسطة D2, D3 يؤدي الى نفس الفعالية حيث تتحول العوامل هذه الى المركب الفعال والذي يعتمد على وظائف كل من الكبد والكلى. ومن الملاحظ أن المرضى المصابين بخلل في هذه الأعضاء يصابون أيضاً بنقص حاد في فيتامين د و يحتاجون الى جرعات مضاعفه ومن أنواع مختلفة للتغلب على ذلك.

أما عن فيتامين د في بلداننا العربية فلقد لوحظ في الأونه الأخيره بروز ظاهرة نقص حاد في هذا الفيتامين من جراء عوامل عدة، منها قلة المواد الغذائية المفرزه لهذا الفيتامين والتغيير في نمط الحياه والذي يعتمد بصورة كبيرة على عدم التعرض لاشعة الشمس ولبس الملابس ذات الألوان الداكنه خاصة عند النساء.

ولقد أثبتت الدراسات في العديد من البلدان العربية أن هناك نسبة عالية جداً من السكان اللذين يعانون من نقص فيتامين د. سوف نعرض بعض المضاعفات التي يمكن ان تحصل لدى الصغار والكبار في حال نقص فيتامين د :

أولاً ، فيتامين د عند الأطفال :

من المثبت أن فيتامين د ضروري جداً لتثبيت عامل الكالسيوم في العظام عند الأطفال، ومن المعلوم أن نمو الأطفال طولياً (عامودياً) يعتمد على نمو العظام الذي يمكن أن يتأثر سلباً بنقص فيتامين د ويؤدي هذا في مرحلة النمو الى مرض الكساح الذي يتسم بليونه في العظام وتقوس في الساقين، مع تأخر نمو الأسنان. ولقد إرتبط هذا النقص أيضاً بالإستعداد لحصول التهابات صدرية حادة عند هؤلاء الأطفال، وفي بعض الأحيان حدوث تشنجات من جراء هبوط في مستوى الكالسيوم في الدم.

وينتج عن نقص فيتامين د عند الأطفال عدا عن الليونه في العظام أيضاً إرتخاء في العضلات، وفي بعض الأحيان إنحناء في العمود الفقري. ومن المعلوم أن الأطفال الرضع الذين يكتفون بحليب الأم ( وهو الأفضل للطفل) يمكن أن يحصل لديهم نقصاً في فيتامين د حيث أن حليب الأم لا يوجد به الكميات الكافيه، ويحتاج هؤلاء الأطفال اعطائهم فيتامين د بواسطة النقط بكميات لا تتعدى 400 وحدة يومياً.

ومن الملاحظ  أن مستوى فيتامين د عند الوليد يقارب نسبة الفيتامين عند الأم، وإن كانت والدة الطفل مصابة بنقص في هذا الفيتامين يكون هناك نقصاً عند الوليد أيضاً .

ومن المضاعفات الأخرى هو إرتفاع في نسبة حصول مرض السكري لدى الأطفال بالإضافة الى الاستعداد للأمراض الصدرية بما فيها الربو. أما عن الكبار فمن الملاحظ أن هشاشة العظام تزداد سوءاً في وجود نقص فيتامين د. كما أن بعض السرطانات تزداد إحتماليتها في حال النقص، ولقد تبين أن علاج مرض السل يزداد فعالية عند إعطاء المريض فيتامين د حيث يساعد هذا الفيتامين على قتل جرثومة السل.

أما عند النساء الحوامل فهناك دراسات تشير الى أن نقص فيتامين د يؤثر سلباً في صحة الأم ويؤدي الى إحتمالية أكبر لحصول تسمم الحمل والولادة بواسطة عملية قيصرية، وفي دراسة إجريت في عام 2010 و نشرت حديثاً على مرضى في الأردن عامة، وتشمل الفئات العمرية من سنه الى 49 عاماً، قد بينت أن أكثر من خمسين بالمئة من الإناث يعانون من نقص في فيتامين د و 10 – 20 % من الأطفال في الفئة العمرية من 1 – 6 سنوات يعانون من وجود هذا النقص. ومن الملاحظ في هذه الدراسة تنقصها معلومات عن فئات عمرية لديها عوامل ممكن ان تشير الى نقص حاد مثل كبار السن فوق سن الخمسين، والحوامل والرضع.

ولقد قمنا بدراسة واسعة في مستشفى البشير لدى المواليد وأمهاتهم، ولقد تبين من هذه الدراسة على أكثر من ثلاثة  آلاف طفل بأن الغالبية الساحقة 99% يعانون من نقص حاد في مادة فيتامين د ولقد دل فحص امهاتهم أيضاً بأنهم يعانون من نفس المشكلة. ونحن الأن في صدد عمل دراسة مماثلة على أنحاء مختلفة في الأردن عن مايمكن التخطيط له حتى نمنع حصول المضاعفات الناتجة عن هذا النقص. ومن المهم الإشارة بأن نفس الدراسة قد دلت على أن حوالي 29-30 من الولادات تحصل بواسطة العملية القيصرية والتي وجد لها علاقة بنقص فيتامين د .وفي هذه الأثناء يمكن العمل عل أن يتعرض الطفل حوالي 10-15 دقيقة لأشعة الشمس يومياً بالإضافة الى والدة الطفل حتى لا يحصل لديهم النقص .



أ. د نجوى خوري
اقرأ مواضيع اخرى
google-playkhamsatmostaqltradent